
لا تزال أجواء تأليف الحكومة ضبابيةً بالرغم من إشاعة الأجواء التفاؤلية على حركة الاتصالات التي تكثفت في الساعات الأخيرة وتمخّض عنها حلحلة في العقدة الدرزية فيما بقيت عقدة "القوات" عقبة أمام التأليف.
الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مدد المهلة التي حددها لإبصار الحكومة النور إلى عشرة أيام إضافية، متمنياً أن تشكل حكومته بعد عودة رئيس الجمهورية من يريفان، التي يتوجه إليها اليوم للمشاركة في موتمر المنظمة الفرنكوفونية.
وأعلن الرئيس الحريري أن "العقد الحكومية على طريق الحل والكل يتنازل حتى التيار الوطني الحر"، وفي دردشة مع الصحافيين قال إن المعيار الوحيد الذي التزمه هو حكومة وفاق وطني، متمنياً أن تشكّل الحكومة بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من يريفان لأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي يستدعي الإسراع في تشكيلها. وأكد الحريري أنه "إذا اعتذر، فلن يطلب من أحد ان يكلفه من جديد".
الحريري كان التقى في "بيت الوسط" عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الذي غادر دون الإدلاء بأي تصريح.
رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع طالب بمشاركة وازنة في الحكومة، وقال في حديث صحفي إنه ليس متفائلاً وإن حكومة من دون "القوات تعني حكومة غزة"، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي والمالي لم يعد يحتمل "واقتربنا من القفز في الهاوية".
صحيفة "الأخبار" نقلت عن مصادر مواكبة لعملية التأليف تأكيدها أن الرئيس الحريري سيتخذ خطوة مع نهاية المهلة التي وضعها لنفسه للتشكيل، فإما أن يعود إلى قصر بعبدا بتشكيلة غير متفق عليها مع الجميع، على طريقة تشكيلة الثالث من أيلول، أو أنه سيجد تجاوباً من الأفرقاء، بما يعطيه هامشاً إضافياً لإنجاز التشكيلة بالتوافق مع الجميع.
مصادر سياسية أشارت لصحيفة "اللواء" إلى أن الاتصالات بشأن الملف الحكومي دخلت الربع الساعة الأخير، لكنها أوضحت أنه ما من صيغة نهائية بعد والنقاش يدور في ما بات مطروحاً من مقترحات حول نوعية الحقائب وماهية تلك التي ستسند إلى الأفرقاء، لا سيما "القوات"، أي الوزارة الخدمية والحقيبة الثالثة.